كأس العرش سفيانية هذه المرة .. إنجاز لايجب تسييسه وتحزيبه ..

196

محمد دهنون

فاز أولمبيك أسفي لأول مرة في تاريخ الفريق بكأس العرش ،  وتحقق حلم مدينة ظلت تلاحق البطولات لأكثر من قرن دون جدوى ، بل عانت طويلا من أجل صعود فريق يمثلها في بطولة القسم الوطني الأول كما كانت التسمية سابقا ..ولم يتحقق الأمر إلا في السنوات الأخيرة بفضل تكاثف جهود رجال أصفياء يتقدمهم رجل سليل حركة وطنية وتقدمية اسمه أحمد غيبي …

أسفي عاشت عرسا وفرحا متواصلا ، امتد إلى الساعات الأولى من فجر الإثنين  عقب صافرة الحكم الذي أعلنت أسفي متوجة بكأس العرش، هي رمزية كبيرة كانت المدينة وناسها في حاجة إليها بعد الغبن والتهميش الذي يحس به الجميع في حاضرة تنتج الثروة والتاريخ ..لكن السياسات في واد وصناع القرار في واد ثان .

عموما ، الأمر لا يتعلق بتقليب المواجع ،بقدر ما أن التاريخ يسجل ولا يحب أن يصنعه المشبوهون ..

في فريق عاش مشاكل جمة تسييرا وتدبيرا ، على مستوى تركيبته البشرية والاستنجاد بشباب خريجي مدرسة الفريق ، بمدرب شاب هو الآخر تلمس طريقه من داخل الأولمبيك وعاش “الجحيم” هذا الموسم وقدم استقالته غير ما مرة احتجاجا على الظروف الرديئة التي فرضت على مكونات الفريق والسلوكات غير رياضية التي اخترقت التسيير وملعب التداريب..

شاهد الجميع عقب الفوز في فاس لما تقدم رئيس الفريق لمعانقة المدرب أمين الكرمة ، عندما صاح الشاب “خلونا نخدمو ..مبغيتوش تخلونا نخدمو”..وهي عبارة_تصريح بأن الرجل عانى مع تشكيلته وواجه “ثقافة” غير رياضية تكاد تهدم مجهودات مدرب طموح نظيف ، يتنكب خطوات جيل الركراكي وعموتة والسكيتيوي ..

بالخلاصة ..هنيئا لحاضرة المحيط كما سماها ابن خلدون بهذه الكأس التاريخية ، هنيئا لأبناء الأوسييس بنجاحهم في تحقيق إنجاز وسط مستنقعات متعددة من المشبوهية وسوء التدبير وسياسة التخريب الممنهج …هو إنجاز وكأس لا يجب أن تخفي النقاط السوداء التي تخترق الفريق ..أولها أن كرة القدم هي مكان للعمل الرياضي الصرف وليس ملحقة لحزب أو أحزاب تفرخ الفساد في المؤسسات التمثيلية وتنقل عناصرها للائحة الانخراط ، مخترقة البنيات الرياضية وقريبة جدا من الموارد المالية التي تسيل لعاب الانتهازيين والنكرات الذين لم يكن لهم تاريخ ولا موقف ولا حياة رياضية أو سياسية حزبية قبل عقد من الزمن.

ثم إن السياسيون الحقيقيون لا ينتظرون عربة الرياضة لتنقلهم لخزائن المدينة وثرواتها ، كم من وجوه مرت على دفة التسيير وخلفت أثرها الطيب ولم تجعل الفريق “محلبة” شخصية وسلما لاحتلال واجهات التدبير المحلي ..المال القذر والتسلل للمواقع الرياضية والحزبية لعبة قذرة هي الأخرى تودي بأصحابها إلى عكاشة في النهاية .

بالمختصر فوز الفريق السفياني بكأس العرش لا يجب أن يلهي أو ينسي أو يمسح تاريخا فاسدا وملوثا لأشخاص ألفوا وولدوا وتربوا في مربعات الفساد السياسي واخترقوا الحزبية المحلية ..فالصدفة والأقدار الربانية وحسن نية اللاعبين والمدرب هي من سهلت الوصول للنهائي وحيازة الكأس ..تذكروا هذا الكلام ..

تحميل مواضيع أخرى ذات صلة
تحميل المزيد في أبرز المواضيع
التعليقات مغلقة.

شاهد أيضاً

أسفي.. موجة استياء وسط المشاركين في تكوين “مدارس الريادة” بسبب تدني جودة التغذية

شهدت الثانوية التأهيلية مولاي عبد الله بأسفي، المحتضنة لأقسام التكوين ضمن مشروع “مدا…