في مبادرة إنسانية تعبّر عن روح التضامن المتجذّرة لدى ساكنة مدينة آسفي، أطلق بحارة وربابنة ومجهزو قطاع الصيد البحري، إلى جانب تجار السمك بالجملة، حملة تضامنية لدعم الأسر المتضررة من الفيضانات والسيول الجارفة التي شهدتها المدينة العتيقة مؤخراً، والتي خلّفت خسائر بشرية ومادية جسيمة.
وحسب معطيات مهنية، فقد مكّنت هذه المبادرة من جمع تبرعات مهمة في وقت وجيز، في تعبير واضح عن الإحساس الجماعي بالمسؤولية تجاه المدينة وساكنتها، واستحضاراً للمشاهد المؤلمة التي خلّفتها السيول من منازل متضررة وعائلات فقدت مصادر عيشها، إضافة إلى حالات وفاة ومفقودين.
وقد لقيت هذه الخطوة استحساناً واسعاً، واعتُبرت نموذجاً للتضامن الاجتماعي الحقيقي وتجسيداً لمفهوم “الاقتصاد المواطن”، حيث أكد المشاركون أن مساهمتهم واجب أخلاقي وإنساني قبل كل شيء.
وفي المقابل، أعادت هذه الفاجعة طرح تساؤلات حول جاهزية البنية التحتية ونجاعة آليات الوقاية والتدخل الاستباقي، ما يستدعي تسريع برامج التأهيل الحضري وتعزيز تدابير الحماية من المخاطر الطبيعية لتفادي تكرار مثل هذه المآسي.
محمد عكوري
