الدكتور المصطفى العياطي | باحث في التاريخأورد المؤرخ الكانوني في كتابه “علائق أسفي ومنطقتها بملوك المغرب” إشارة مفيدة حول ما سماها ب”حملة عيصوت” التي تؤرخ للسيل العارم الذي دخل مدينة آسفي “في الثامن و العشرين من ربيع الثاني سنة 1271ه” التي توافق 14 يناير من سنة 1855م. لقد ترك ذلك السيل دمارا هائلا بالمحلات التجارية والمحترفات والورشات الصغيرة مخلفا بها خسائر فادحة، بل أكثر من ذلك ” أن الماء احتبس على باب البحر وكان الناس يقطعونه بالفلك ولما جف الماء ترك في الأرض أخدودا وبعد ثلاثة أيام سقط منه السور الذي كان بقرب دار الفريندي” . وفي تعليقه عن هذا السيل يقول الباحث كريدية ابراهيم:”…. وتبعا لذلك لم تسلم المدينة من تخريب مياهه، فقد قتل شخصا واحدا، سميت حملة السيل باسمه، وهو “عيصوت” وكان يهوديا” .
لعل من أخطر السيول التي اكتسحت مدينة آسفي من باب الشعبة، بالنظر لما تركه من خسائر في الارواح البشرية هو سيل1319ه/1901م. ذلك أنه على إثر الامطار العاصفة التي عرفتها نواحي المدينة اتجهت السيول الجارفة في اتجاه واد الشعبة ومنه الى باب الشعبة. وكان في بداية الأمر أن ” حبس الماء على سور خارج باب الشعبة حتى سقط السور المذكور ودخل الماء دفعة واحدة من باب الشعبة، وامتدت منه حتى بلغ ضريح سيدي عبد الرحمان، ودخل للحوانيت والدور القريبة من ممره ودخل المسجد الكبير و جاوز المرافع حتى قرب من السقف ودخل المدرسة التي على باب المسجد وبلغ أعلى بابها، وجاوز الزاوية الناصرية وبلغ ضريح السيدة أم علي بدرب القوس….” .
ا-لمصطفى العياطي، جوانب من تدبير الماء بالمناطق السهلية قبيلة عبدة وحاضرتها آسفي نموذجا (1850_1956).بحث لنيل شهادة الماستر بكلية الاداب والعلوم الانسانية بمراكش. الموسم الجامعي 2016-2018:(تحت الطبع) ص،113.
