كنوز اثرية تكشف عنها مدينة الغربية المندرسة بسيدي بنور

185

فؤاد غفران : باحث في جغرافية التنمية

كشفت الابحات الاثرية الأخيرة التي تشرف عليها جامعة شعيب الدكالي بالجديدة بالتعاون مع معهد علوم الاثار بالرباط، عن حقائق تاريخية جديدة بخصوص تأسيس مدينة الغربية او مدينة مشتراية الواقعة على مستوى النفوذ الترابي لإقليم سيدي بنور، على نحو 20 كيلومترا من مركز الواليدية، حيث ان اللقى الاثرية التي تم العثور عليها في موقع الحفريات تنتمي الى احقاب تاريخية اقدم من الفترة المرينية، وهي عبارة عن عملات نقدية وحلي وأدوات وتماثيل صغيرة، فينيقية ورومانية الطراز، التي كان يعتقد بانها المرحلة التي عرفت فيها المدينة اوج ازدهارها، باعتبارها حاضرة دكالة الوحيدة، وشاهد ذلك ما تبقى منها من مرافق وتجهيزات عمرانية، ابرزها سور المدينة، حيث مثلث بهذه المرافق استثناءا على مستوى كامل التراب الدكالي، فقد كانت في القرن السادس عشر أكبر قبيلة امازيغية دكالية مصمودية، فيما تذكر مصادر اخرى أن سكانها ينتمون إلى قبيلة أولاد عمرو العربية.

وتشير دراسات أخرى الى ان تأسيس الغربية كان قبل الإسلام أو في صدره، فقد ذكر مرمول كربخال أن “الأفارقة الأقدمون هم من بنوا هذه المدينة، في بسيط من الأرض حسن المنظر ما بين آسفي وأزمور، وقد كان لها سور به ثلاثة أبواب هي باب مراكش، باب آسفي، باب الوليدية، و18 برجا، كما أنها كانت ذات رفاهية وعمران، ثم خربت سنة 667هـ، ليعيد بناءها أبو عنان المريني ثم لتخرب من جديد سنة 921هـ، ثم عمرت ثم خربت الخراب الأخير. وكانت الغربية عاصمة دكالة والنواحي، وكانت هي المدينة الوحيدة في هذه الناحية التي يحيط بها سور.

    اما عن علاقة الغربية بأسفي وبالنظر لقرب المسافة، فقد كانت الثانية تعد منفذا بحريا للاولى يهربون منها  خيرات المنطقة؛ ولذلك فقد سعى البرتغاليون للسيطرة عليها، ونتيجة للمقاومة الشديدة التي أبداها السكان فقد تعرضت مدينتهم للتخريب حوالي سنة 919هـ، ويقال أن الذي قام بترحيل السكان خوفا عليهم من تنكيل الاحتلال البرتغالي هو المولى الناصر أبو علي بن محمد الشيخ الوطاسي، إلى أن اندرست عمارتها في أوائل دولة بني مرين، حيث سيتوفى بها الواثق المعروف بأبي دبوس آخر ملوك الموحدين، فتفرقوا حينئذ في أقطار الأرض، وانتقل أكثرهم إلى مراكش.

أما سكان الغربية فقد جاء في وصفهم؛ أنهم كانوا قوما أصحاب شجاعة وإقدام وولوع بركوب الخيل وكسبها، وقد كانوا معروفين بلبس الصوف، وكانت نساؤهم تتحلى بكثير من حلي الفضة والعقيق الأحمر، كما ان المدينة كانت قد احتضنت نخبة من الأعلام الذين اشتهروا بالعلم والحكمة الصلاح.

تحميل مواضيع أخرى ذات صلة
تحميل المزيد في أبرز المواضيع
التعليقات مغلقة.

شاهد أيضاً

وزارة الداخلية تحيل ملف تصريحات عضو جماعي بآسفي على القضاء

عقب التصريحات التي أدلى بها عضو بمجلس جماعة “لمصابح” بإقليم آسفي، والمتداولة ع…