أسفي..بين المال والروح الرياضية..رسائل صارمة من عامل أسفي للحيداوي

140

لم يكن كثيرون يتوقعون أن تتحول جولة بروتوكولية لعامل إقليم آسفي محمد فطاح، على هامش انطلاق بطولة Junior NBA League Maroc لكرة السلة، إلى محطة لمكاشفة علنية لأعطاب التسيير الرياضي والمالي بالإقليم. لكن ما جرى بملعب ” الكارتينغ ”  أخرج النقاش من واجهة الاحتفال إلى عمق الأسئلة المؤجلة.

المتلاشيات.. تفاصيل صغيرة تكشف أعطاباً كبيرة

من نافذة صغيرة بالملعب، لمح العامل مشهداً غير مألوف في سياق رياضي احتفالي: سيارات وحافلات ومتلاشيات متراكمة قرب فضاء الكارتينغ.. السؤال البسيط: “لمن هاد لافراي؟”، كان كافياً ليفضح ارتباكاً واضحاً لدى رئيس الأولمبيك محمد الحيداوي، الذي تردد بين وعود الإصلاح وإحالة الموضوع على القوانين.

أحد المتتبعين للشأن الرياضي المحلي علّق قائلاً: “اللافت أن عامل الإقليم لم يطرح سؤالاً تقنياً، بل سؤال رمزي. مشهد المتلاشيات يختصر حال التسيير: التراكم، الإهمال، وانعدام رؤية واضحة”.

المال… البكائيات لا تكفي

لم يتردد الحيداوي في التذكير بما أنفقه النادي، خاصة 140 مليون سنتيم على سفر الفريق إلى النيجر، ثم التباكي على منحة استثنائية من OCP لم تُصرف بعد. بدا وكأنه يستنجد بالعامل للضغط على  المؤسسة المواطنة المكتب الشريف للفوسفاط …غير أن فطاح اختار مقاربة مختلفة، إذ دعا إلى ثقافة الشكر أولاً: “بالشكر يزيد الخير… ولئن شكرتم لأزيدنكم”. ثم أضاف ما يشبه الدرس الإداري: “حددوا ميزانية دقيقة قبل طلب الدعم، فحين لا يكون المال شخصياً يسهل التبذير”… في المقابل، تدخل مدير OCP عبد الجليل شكير بكلمة مقتضبة لكنها واضحة: “نحن موجودين سيد الرئيس”، في إشارة إلى استعداد المؤسسة للمساهمة ضمن إطار قانوني ومنظم.

خبير في التدبير الرياضي يرى أن كلام العامل كان رسالة مزدوجة: “أولاً، لا يمكن الاعتماد على الدعم دون تخطيط مسبق. ثانياً، لا مجال لاستعمال لغة الاستعطاف أو الضغط على الشركاء المؤسساتيين، فالعلاقة يجب أن تقوم على وضوح وشفافية”.

الروح الرياضية… ما بعد النتيجة

أكثر ما أثار الانتباه هو انتقال فطاح من لغة الإدارة إلى فلسفة الرياضة. إذ قال: “الروح الرياضية لا ترتبط بالنتائج وحدها، فالرياضي الحقيقي يتقبل الخسارة كما يتقبل الفوز، ويدافع عن فريقه في الحالتين”.

هذا التصريح قرأه مراقبون باعتباره رداً غير مباشر على ثقافة ربط الإنجاز الرياضي فقط بالنتائج والألقاب. فبحسب أحد الفاعلين الجمعويين: “العامل حاول أن يعيد النقاش إلى الجوهر: الرياضة تربية، قيم، وانضباط… قبل أن تكون رصيداً مالياً أو صراعاً على المنح”.

خلاصة

الجولة التفقدية التي كان يُفترض أن تظل في حدود متابعة تنظيم بطولة شبابية، تحولت إلى جلسة تقييم مفتوحة لممارسات التدبير الرياضي بآسفي.

  • المتلاشيات صارت رمزاً للفوضى والقرارات الفردية.
  • النقاش المالي كشف هشاشة في التخطيط وحسابات ضيقة.
  • أما حديث الروح الرياضية فقد جاء ليذكر بأن الرياضة مشروع إنساني وقيمي قبل أن تكون مجالاً للربح والخسارة.

بهذا المشهد، يبدو أن عامل آسفي فتح الباب لنقاش أوسع حول طبيعة العلاقة بين الأندية الرياضية، المؤسسات الداعمة، والسلطات المحلية. نقاش لا يتوقف عند مباراة أو بطولة، بل يتجاوزها إلى سؤال جوهري: كيف نبني رياضة تعكس قيم التدبير الجيد وروح المسؤولية قبل النتائج والألقاب؟

حسن أتـــلاغ 

تحميل مواضيع أخرى ذات صلة
تحميل المزيد في رياضة
التعليقات مغلقة.

شاهد أيضاً

الجمعية الوطنية تحمل السلطات مسؤولية خروقات رافقت الاحتجاجات الأخيرة

أصدرت الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب بياناً استنكارياً شديد اللهجة، أدانت …