برزت مؤخرًا مبادرة شبابية لافتة، حيث استجاب عدد من أبناء المدينة الغيورين لنداء تم تداوله عبر موقع “فيسبوك”، داعيًا إلى حملة نظافة بشاطئ المدينة ومنتجع رأس الأفعى ومحيطه.
الخطوة التي بدت في بدايتها بسيطة، تحولت إلى مشهد مؤثر، بعدما التحق بها عدد من الزوار، الذين أعجبوا بالمبادرة وقرروا المشاركة فيها، في تجسيد حي لمعنى المواطنة الإيجابية وروح التضامن. فقد تمكن المتطوعون، في ظرف وجيز، من جمع عشرات الأكياس البلاستيكية المليئة بالنفايات، وعلى رأسها القنينات البلاستيكية التي تُشوّه المنظر الطبيعي وتضر بالمنظومة البيئية.
إن ما قام به هؤلاء الشباب درس في الانتماء وحب الوطن الصغير، وجرس إنذار في الوقت نفسه يدعونا جميعًا إلى مراجعة عاداتنا. فالنظافة لا يجب أن تكون موسمية، مرتبطة بالمبادرات التطوعية فقط، بل سلوكا حضاريًا دائمًا، نمارسه في حياتنا اليومية ونغرسه في أطفالنا منذ الصغر.
لقد أثبتت هذه الحملة أن التغيير ممكن حين تتوافر الإرادة، وأن الخطوات البسيطة قد تصنع فرقًا كبيرًا. فلتكن إذن هذه المبادرة نقطة انطلاق نحو ترسيخ ثقافة بيئية راسخة، تجعل من مدينتنا مثالًا للنظافة والجمال، وتمنح زوارها صورة مشرقة عن وعي أبنائها.