في مشهد يعكس ضعف التواصل وفقر الحسّ بالمسؤولية، اختارت الشركة الجهوية متعددة الخدمات مراكش–آسفي أن تخبر ساكنة أسفي بقطع الماء الشروب عبر رسالة رسمية موجَّهة للقياد… وباللغة الفرنسية! وكأننا في إحدى ضواحي باريس لا في مدينة مغربية، في تحدٍّ سافر للدستور الذي يقرّ العربية والأمازيغية لغتين رسميتين.
الرسالة تضمنت ولأول مرة لائحة طويلة تضم نحو خمسين حيًّا ومنطقة ستعرف الانقطاع يومي الاثنين والثلاثاء، وسط موجة حر خانقة. وكان الأجدر بالشركة أن تعلن بوضوح أن الانقطاع سيشمل المدينة برمتها بدل إغراق الناس بسرد أسماء الأحياء واحدًا واحدًا.
الأكثر إثارة للسخرية أن الشركة “استقبلت” الجالية المغربية بالصويرية القديمة بقطع الماء عنهم، لتفسد عليهم عطلتهم الصيفية وتدفع كثيرين منهم إلى الهروب نحو شمال المملكة بحثًا عن قليل من الراحة. هكذا يصبح البلاغ الترحيبي بالجالية”ملغوماً” بطعم العطش!