في أجواء من التأثر والوفاء، شهدت مدينة آسفي مساء السبت 12 يوليوز 2025، تنظيم أمسية تكريمية لروح الراحل النقيب محمد الشقوري، المحامي والمناضل والسياسي، وأحد أبرز أبناء المدينة الذين بصموا المشهد الحقوقي والثقافي الوطني.
الأمسية، التي احتضنتها قاعة مدينة الفنون والثقافة، جاءت بمبادرة من جمعية ذاكرة آسفي، وبتنسيق مع أسرة الفقيد، وشاركت فيها فعاليات حقوقية وسياسية ومدنية، من بينها هيئة المحامين، والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وشبكة المقاهي الثقافية والنقابة الوطنية للصحافة المغربية.
وشكلت المناسبة فرصة لاستحضار المسار المهني والإنساني الحافل للنقيب الراحل، الذي عرف بتفانيه في مهنته كمحامٍ، وبترافعه في ملفات كبرى تهم الوطن والمواطن، وخاصة قضايا الحريات العامة وحقوق الإنسان. كما كان مناضلاً صلباً في صفوف الاتحاد الاشتراكي، حيث أسهم في تأسيسه وتحمل فيه مسؤوليات تنظيمية على المستويين الإقليمي والوطني.
ولم تقتصر مساهمات الفقيد على المجالين القانوني والسياسي، بل امتدت إلى الفعل الثقافي، من خلال تأسيسه لما يعرف بـ”المقهى الأدبي”، الذي شكل فضاءً لاحتضان المثقفين والباحثين وطلاب المعرفة، ما يعكس انفتاحه الفكري وحرصه على دعم الإبداع والبحث العلمي.
وأكد المتدخلون خلال الأمسية أن النقيب محمد الشقوري سيظل حياً في ذاكرة المدينة ووجدان أجيالها، بما خلّفه من أثر إيجابي في قلوب زملائه وطلابه وكل من عرفوه، معتبرين أن الوفاء لذكراه هو وفاء لقيم العدالة والنضال والالتزام الوطني.
واختُتمت الأمسية بتقديم شهادات حية مؤثرة، ولوحات فنية وشعرية، جسدت عمق العلاقة التي جمعت الراحل بمحيطه الإنساني والمهني، وتوجت بتأكيد جماعي على ضرورة حفظ إرثه واستلهام مسيرته النبيلة.
عبد الاله لعموري