أسفي: “معرض الكبار”… بلا ثمرة “الكبار”!

170

أسفي اليوم : سعيد العبدي 

في مفارقة غريبة تكاد لا تُصدق، غابت ثمرة الكبار – الضيف الأهم – عن فعاليات “المعرض الوطني للكبار” في دورته السابعة، الذي احتضنته مدينة أسفي خلال الفترة الممتدة  05 يولوز إلى التاسع منه بفضاء الكارتينغ، تحت شعار: “الجيل الأخضر وسلسلة الكبار: دور البحث العلمي في التنمية المستدامة في ظل التغيرات المناخية”..لكن الواقع داخل أروقة المعرض لم يعكس هذا الشعار، حيث حضرت بقوة مساحيق التجميل، الزيوت والعطور و  حلاوى الكعك حتى الجلزون، بينما غابت ثمرة الكبار . الأمر الذي أثار سخط الصحفيين المهنيين، وعدد من الفعاليات الجمعوية والثقافية التي قارنت بين هذه الدورة والدورات السابقة، لتخلص إلى أن المعرض يعيش تراجعا واضحا رغم الميزانيات التي رُصدت لإنجاحه.

أزمة ثقة… وعزوف واضح

ووفق مصادر مطلعة، فإن عدداً من التعاونيات الفلاحية النشيطة في مجال إنتاج الكبار اختارت مقاطعة المعرض، احتجاجاً على ما اعتبرته سوء تنظيم وإساءة في التعامل خلال دورة سابقة، وصفت بأنها “أكبر مهزلة” في تاريخ هذه التظاهرة الفلاحية.

و في السياق ذاته تساءل متتبعون: أين التقييم الجاد لكل دورة؟ ولماذا لا يتم استخلاص نقاط الضعف بدل الاكتفاء بالتقاط صور الوزير وعامل الإقليم، وإعطاء أرقام منفوخ فيها؟ ألم يكن من الأولى تحويل هذا المعرض إلى واجهة دولية لتبادل التجارب وجلب شركات تستثمر في هذا القطاع الواعد؟

ثمرة مفيدة… لا يستهلكها المغاربة!

رغم كون المغرب يُعد أول مصدر عالمي لثمرة الكبار بمتوسط إنتاج سنوي يصل إلى 30 ألف طن، إلا أن المفارقة العجيبة أن المستهلك المغربي شبه غائب عن هذه النبتة ذات القيمة الغذائية والطبية العالية. فالكبار، الذي دخل زراعته المغرب سنة 1920، لا يزال مجهول القيمة داخل البلاد، في الوقت الذي يلقى فيه طلباً متزايداً في أوروبا، حيث يُستعمل في السلطات، أطباق السمك، والبيض والطبخ المتوسطي.

أسفي… العمق الإنتاجي المهمل

إقليم أسفي يُعد من أكبر منتجي نبتة الكبار على الصعيد الوطني، خصوصاً في جماعات نكا، أولاد سلمان، المراسلة، أحد احرارة، بوكدرة وجزولة، حيث يُزرع حوالي 1000 شجرة في كل هكتار. لكن الفلاح البسيط، خاصة النساء والأطفال، يُجبرون على جني الثمار من شجيرات شائكة، غالباً ما تعج بالأفاعي والعقارب، مقابل فتات لا يتجاوز 10 دراهم للكيلوغرام.

وسطاء… وسرقة موصوفة

يُعاد بيع الكيلوغرام الواحد من الكبار بـ50 درهماً، ثم يُصدّر بأكثر من 200 درهم إلى الأسواق الأوروبية، في استغلال فج للفلاح الصغير، وغياب تام لحماية الدولة لهؤلاء المنتجين الذين يتحملون مشاق الزراعة والجني دون حماية أو دعم حقيقي.

إلى متى يستمر العبث؟

إذا كانت كل دورة جديدة لمعرض الكبار تأتي أكثر فراغاً من التي قبلها، وإذا كان الهدف الأساسي – أي النهوض بزراعة وتسويق الكبار – يتآكل تحت وقع الزينة والبهرجة والوساطة، فإن السؤال الجوهري يبقى: هل نريد فعلاً إنقاذ هذا المنتوج المغربي الأصيل،

ويبقى  : كل مهرجان بأسفي وسماسرته“بألف خير”؟

 

تحميل مواضيع أخرى ذات صلة
التعليقات مغلقة.

شاهد أيضاً

اسفي..النقابة الوطنية للصحافة المغربية..إحاطة علما

تحيط النقابة الوطنية للصحافة المغربية علما بأن فرعها في أسفي بصدد مسك وحصر لائحة منتحلي صح…