في الوقت الذي تعيش فيه مدينة آسفي على وقع فرحة عارمة إثر التتويج التاريخي لفريقها العريق “أولمبيك آسفي” بلقب كأس العرش لموسم 2023/2024، وهو التتويج الأول من نوعه في سجل النادي بعد سنوات طويلة من النضال الرياضي والكفاح، تفاجأت الساكنة بما وُصف بتقصير واضح من طرف السلطات المحلية في مواكبة هذا الإنجاز الكبير بتنظيم احتفال يليق بقيمة الحدث.
ففي الوقت الذي كان من المنتظر أن تحتضن المدينة احتفالًا رسمياً وشعبياً يجمع اللاعبين والجمهور والفعاليات المدنية، ظهر الارتباك جلياً في مسألة السير والجولان أثناء تنقل الحافلة التي تقل أبطال الكأس، كما عرفت الاحتفالية التي نظمتها عمالة آسفي تحت رآسي العامل محمد فطاح بنادي “الكهرماء” مساء أمس فوضى واضحة وارتجالاً في التنظيم، مما خلف استياءً واسعًا لدى الجماهير والمتابعين.
هذه الهفوة التنظيمية دفعت بعض الفعاليات المدنية والرياضية إلى دعوة السلطات لاحتضان حفل جماهيري كبير بملعب “المسيرة”، يكون في مستوى الإنجاز الوطني، ويمنح الساكنة فرصة مشاركة لاعبيها ومدربهم الفرحة المستحقة.
وللتذكير، فإن هذا اللقب الغالي جاء بعد مسار حافل بقيادة الإطار الوطني وأحد أبناء المدينة، أمين الكرمة، الذي عاش لحظات عصيبة داخل الفريق، وصلت به إلى تقديم استقالته أكثر من مرة، قبل أن يتراجع عنها استجابةً لضغط الجماهير ومحبة النادي. هذا التتويج ليس فقط تتويجًا رياضيًا، بل هو أيضًا انتصار للإخلاص والصبر والوفاء.
لكن ما يعكر صفو هذه الفرحة هو ما بدأ يُلاحظ من محاولات بعض الوجوه السياسية والانتهازية استغلال هذا الإنجاز الرياضي لتحقيق مكاسب انتخابية ضيقة، وسط صراع محتدم بين بعض الأحزاب التي تسعى إلى تسييس هذا التتويج وتحويله إلى رصيد انتخابي. غير أن الشارع المسفيوي، بوعيه وتجربته، بات أكثر وعيًا بهذه التحركات، وهو ما تجسده العبارة المتداولة حاليًا بين أنصاره: “الفرحة للجمهور… وليست مطية للمصالح”.
ختامًا، يبقى الأمل معقودًا على الجهات المعنية لتدارك هذا التقصير، وتنظيم حفل يليق بتاريخ الفريق، وبتضحيات لاعبيه، وبفرحة جماهيره التي طال انتظارها.