حسن أتـــلاغ
في وقت تعيش فيه مدينة أسفي فرحة استثنائية بعد تتويج أولمبيك أسفي بلقب كأس العرش لأول مرة في تاريخه، وجدت الساكنة نفسها ضحية معاناة مضاعفة بسبب الانقطاعات المتكررة وغير المعلنة للماء الصالح للشرب، التي باتت تمارسها الشركة الجهوية متعددة الخدمات بشكل مفاجئ وغير مبرر.
الساكنة، التي ترزح تحت وطأة موجة حرارة مفرطة هذه الأيام، تفاجأت بعدم توفر الماء في العديد من الأحياء، دون سابق إنذار أو بلاغ رسمي، سوى منشورات محتشمة على صفحة الشركة على موقع “فيسبوك”، والتي تفتقر إلى المهنية في التواصل وتعتمد نفس الصيغ والألوان بشكل مكرر لا يقدم معلومة واضحة أو توقيتًا دقيقًا.
وقد عبّر عدد من المواطنين عن استيائهم من هذه الانقطاعات المفاجئة، معتبرين أنها تضيف معاناة جديدة تتمثل في البحث عن الماء من العيون الطبيعية خارج المدينة أو اللجوء إلى شراءه، في وقت تزداد فيه الحاجة إليه مع ارتفاع درجات الحرارة والأنشطة اليومية للمواطنين.
وتساءل كثيرون عن صمت السلطات الإقليمية إزاء هذه “المهزلة”، مطالبين عامل الإقليم بالتدخل العاجل من خلال استدعاء مسؤولي الشركة قصد مساءلتهم عن هذا التدبير العشوائي لمادة حيوية تمس أبسط حقوق الساكنة. كما طالبوا بإحداث قنوات تواصل فعالة وواضحة لإشعار السكان مسبقًا بأي انقطاع، مع تقديم تفسيرات مقنعة وتحديد آجال زمنية دقيقة لإعادة التزويد بالماء.
إن ما يحدث اليوم في أسفي، بحسب عدد من المتابعين، هو “رقص على جراح المواطنين” الذين انتقلوا من نشوة الفرح بالتتويج التاريخي إلى قلق البحث عن الماء، في مشهد يختزل مفارقة صارخة بين إنجاز رياضي وواقع خدماتي بائس.