هذه مادة حوارية كان موقع اسفي اليوم نشرها في سنة 2013 …عقب تفجر فضيحة التحرش في كلية أسفي الذي حامت شبهاتها حول الأستاذ الذي يقبع حاليا في سجن مراكش ..بعدما أثبتت التحقيقات القضائية وجود قرائن قوية ..على أن الشخص المذكور بدأ ممارساته باكرا ..وماوقع في أكادير كان فقط استمرارية لنفس الممارسات التي طرد فيها من أسفي بدون تأخير أو تسامح مع الفساد والتفسخ الأخلاقي…فهذا الشخص لم يكن يتحرك لوحده ..بل وفق خطة محبوكة تشرف على تحريك خيوطها عناصر نكرة غرضها الوحيد هو ضرب هيبة التعليم العالي وحرمة الجامعة المغربية …ما يحدث اليوم لم يقع صدفة …بل وراءه نفس الشبكة التي اشتغلت في كلية أسفي ونقلت خدماتها إلى جامعات أخرى …التحقيق العميق والذكي سيفضح الكثير من الأمور …نعيد نشر هذا الحوار الذي كان أنجزه الزميل محمد دهنون عضو هيئة تحرير جريدة الاتحاد الاشتراكي …مع الأستاذ مصطفى الصوفي …وكأن اليوم أشبه بالبارحة ...
حوار محمد دهنون
مصطفى الصوفي رئيس شعبة العلوم القانونية و الاقتصادية بكلية آسفي ..
إصرار على الإصلاح و مواجهة السلوكات المشبوهة و الفاسدة ..
في إطار التفاعلات التي تعيشها كلية آسفي و خصوصا في شعبة القانون و الاقتصاد التي تفجرت فيها مؤخرا قضية التحرش الجنسي استدعت بعث لجنة تقصي من رئاسة جامعة القاضي عياض و وصول الملف إلى التحقيق القضائي و غضب سارِ و مازال يسري في أوصال المدينة و وسط نخبها .. الجريدة التقت رئيس الشعبة الجديد مصطفى الصوفي لمعرفة باقي التفاصيل ..
• ما الذي يقع بالضبط في كلية آسفي، السياقات التي أفضت إلى ما أسمتموه حركة تصحيحية داخل شعبة العلوم القانونية و الاقتصادية بنفس الكلية ..؟
الحركة التصحيحية جاءت بعد تفجر الوضع و بروز “قضية التحرش ” . و بعد نشر خبر التحرش بمختلف وسائل الإعلام الوطنية، و تأكدنا بأن هنالك ملف يروج لدى السلطة القضائية بخصوص الموضوع.
• الأمر يرتبط برئيس الشعبة الذي وضعت طالبة شكاية ضده بالتحرش و التهديد و التزوير في محرر رسمي ..؟
بعيدا عن القضاء، و بغض النظر عن السياقات التي أحاطت بالموضوع و بعيدا أيضا عن موقفنا الشخصي من الأستاذ، تلقينا الخبر بكثير من الألم و الأسى.. ما طرح علينا تحديات و إحراجا باديا جعلنا في مواجهة وضع لم يكن في الحسبان أبدا أن نواجه مثله . الجو العام في الكلية يتميز بفترة امتحانات و قد أخذ الموضوع بعدا دراماتيكيا في أوساط الطلبة و كذلك جسم المؤطرين .
• إذن سارعتم بإقالة رئيس الشعبة موضوع الشكاية ..؟
لم يكن همنا كأساتذة داخل الشعبة هو الوصول إلى الإقالة، بل ترتيب البيت الداخلي انطلاقا من وعينا بخطورة الموضوع ، و أن العلاقة بين الطالب و الأستاذ هي اعتبارية بالأساس و دقيقة جدا، رافعتها البعد الأخلاقي. و هو ما أصبح موضوع شك وتساؤل بسبب هذا الحادث . و رغم ذلك حاولنا في البداية احتواء الموضوع بتنسيق مع عميد الكلية ، دفاعا عن صورة الكلية لدى محيطها بالأساس…
• لكن الموضوع – أستاذ الصوفي – كان أكبر من الاحتواء ..؟
يمكن الجزم أن للموضوع سياقات أخرى، قد يكون التحرش أحد تمظهراته ، لكن الوقت غير مناسب للدخول في تلك التفاصيل أو السياقات .. نوفر ذلك للمستقبل . المهم أنه بعدما تأكدنا كأساتذة الشعبة أن الموضوع أخذ أبعادا لا يمكن لجمها بالتدخلات ، و بات مرتبطا بلجان تقصي حقائق و بالقضاء ، لم يبق أمامنا سوى الالتفات للبيت الداخلي و إعادة ترتيبه في إطار حركة تصحيحية جادة .. من شأنها أن تضع مسافة بين كل ما يدعى و يقال ، و الشعبة كحاضنة بشأن عام نعتبره استراتيجيا للكلية و المدينة من خلال علاقة متوازنة بين الطلبة و الأساتذة.. بعيدا عن أي سلوك مبتذل خارج عن الآداب و الأخلاق مهما كان مصدره .
• نهاية الكلام ..؟
بعد قرار أساتذة الشعبة فك الارتباط بينهم و بين ما يروج بخصوص التحرش و علاقة الأستاذ بالموضوع ، اتضح أن هنالك مقاومة حقيقية من طرف جهات محسوبة على “خط الفساد” تحارب أية محاولة للإصلاح . و هو الأمر الذي يطرح عددا من الأسئلة قد تتضح أجوبتها فيما بعد. إلا أننا نؤكد على إصرارنا الثابت على تثبيت قواعد جديدة للعملية التربوية و التعليمية داخل الشعبة و بإصرار أكبر على غلق و دحر كل المداخل الممكنة للسلوكات المشبوهة و الفاسدة .