النقابة الوطنية للصحافة : بعض وسائل الإعلام الفرنسية تخلت عن دورها الإعلامي المهني(بلاغ)

517

تتابع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بقلق كبير الحملة الإعلامية التي تخوض غمارها بعض وسائل الإعلام الفرنسية ضد المغرب. إذ في الوقت الذي كان مطلوبا من جميع وسائل الإعلام والصحافيين والصحافيات في العالم بأسره، مساندة الشعب المغربي في هذه المحنة الكبيرة التي يجتازها بسبب الزلزال العنيف الذي ضرب أجزاء شاسعة من التراب الوطني وخلف خسائر بشرية ومادية فادحة، من خلال أداء إعلامي يتميز بالمهنية واحترام أخلاقيات المهنة، فإن كثيرا من وسائل الإعلام الفرنسية، اختارت توظيف هذه المأساة الإنسانية لخدمة أجندة معينة وتصفية حسابات سياسية ضيقة.
و في هذا الصدد تسجل النقابة الوطنية للصحافة المغربية أن بعض وسائل الإعلام الفرنسية تخلت عن دورها الإعلامي المهني، و تحولت إلى فاعل سياسي مباشر، يتبنى مواقف سياسية بحمولة إيديولوجية صرفة .و هكذا عوض نقل الأخبار المتعلقة بالكارثة التي حلت بالشعب المغربي، و نشر المقالات التحليلية، و لعب دور قنوات الحوار المثمر في نقاشات مفتوحة تركز على الكارثة و على الحلول، و تنقل الأحداث كما تحصل في الواقع ، تعمدت هذه الوسائل تجنب القيام بواجبها و استبداله بنشر المواقف المغرضة و الأخبار الزائفة و الإساءة إلى المؤسسات الدستورية المغربية .
و في هذا السياق تعبر النقابة الوطنيةً للصحافة المغربية عن إدانتها الشديدة للفعل الجرمي الفظيع الذي اقترفته جريدة ( شارلي إبدو ) الفرنسية من خلال الإساءة المباشرة لجلالة الملك محمد السادس، و أيضا من خلال التحريض المباشر للمواطنين بهدف عدم المشاركة في المساهمة المالية ، التي فتح لها حساب بنكي طبقا للقانون لاستقبالها ، حيث ادعت بصفة مباشرة بأن هذه الأموال لن تخصص لخدمة الأهداف المعلنة لها .و هو سلوك و تصرف لا علاقة له بمهنة الصحافة النبيلة و يندرج في مفهوم ادعاء واقعة غير صحيحة و يجسد تجليا واضحا و فعليا للأخبار الزائفة و يعتبر سلوكا مشينا لا يصدر عن وسيلة إعلام تحترم أخلاقيات المهنة ، بل هو سلوك معتاد من الصحف الصفراء الرخيصة .
وتعتبر النقابة الوطنية للصحافة المغربية أن ما أقدم عليه المسؤولون عن هذه الصحيفة يندرج في الحملة الإعلامية الرخيصة التي تطوعت بعض وسائل الإعلام الفرنسية، و في مقدمتها (شارلي ايبدو) و قناة (BFMTV) و صحيفة ( ليبيراسيون ) و غيرها للقيام به ، و أن وسائل الإعلام هذه تقوم بحملة سياسية بغيضة خدمة لأهداف معينة، و أن بعضها يتعامل مع المأساة التي يعيشها الشعب المغربي بخلفيات سياسية وايديولوجية تعكس القناعات السياسية و الايديولوجية للمشرفين عليها تجاه القضايا السياسية المغربية الداخلية .
و لاحظت النقابة الوطنية للصحافة المغربية أن بعض من الصحافيين الفرنسيين و العاملين في هذه المؤسسات الإعلامية الفرنسية ، الذين جاؤوا إلى المنطقة التي تعرضت للزلزال المدمر، يقترفون مجموعة كبيرة من المخالفات المخلة بأخلاقيات المهنة ، ليس فقط فيما يتعلق بالخطوط التحريرية للمؤسسات التي يشتغلون بها و التي تصرف عداء غريبا تجاه الشعب المغربي ، و لكن أيضا من خلال مخالفات مشينة من قبيل نشر صور الأطفال و القاصرين و نشر صور أشخاص دون الحصول على موافقة صريحة منهم، و انتقاء الأشخاص الذين يستجوبونهم بدقة متناهية بما يخدم أهدافا معينة ، و تركيزهم بشكل يفتقد إلى الالتزام بالتوازن عبر التركيز على بعض الاختلالات و النواقص .
إن النقابة الوطنية للصحافة المغربية إذ تسجل بافتخار التزام وسائل إعلام فرنسية أخرى بالمهنية و بأخلاقيات المهنة في تغطيتها لكارثة الزلزال، و باعتزاز انخراطها الفعلي في حملات التضامن مع ضحايا الكارثة ، فإنها في مقابل ذلك تعبر عن أسفها الشديد لهذا المستوى المنحط الذي وصلت إليه بعض وسائل الإعلام في بلاد الثورة الفرنسية ، و تسجل بأسى عميق جدا استغلالها لكارثة طبيعية تسببت في مآسي إنسانية ، اجتماعية و نفسية لأعداد كبيرة من المواطنين المغاربة ، و في صدمة عنيفة للشعب المغربي ، و استثمارها لخدمة أهداف سياسية . بما جرد هذه الوسائل من أية مصداقية.
و النقابة الوطنية للصحافة المغربية إذ تعبر عن قناعتها بأن هذه الوسائل الإعلامية الفرنسية مصرة على القيام بدورها السياسي و ليس المهني ، في تعاملها مع جميع القضايا التي تهم الشعب المغربي ، و تهم الشعوب العربية و الإسلامية ، فإنها تدعو المواطنين و المواطنات المغاربة ، و عبرهم الرأي العام في الجهوي و الدولي إلى الحيطة و الحذر من خطورة السموم التي تنفثها هذه الوسائل، و تدعو التنظيمات الصحافية المهنية الفرنسية إلى التدخل لوضع حد للخروقات الخطيرة و الانتهاكات الجسيمة التي تقترفها هذه المنابر ضد الشعب المغربي في هذه الظروف الصعبة التي يجتازها .

تحميل مواضيع أخرى ذات صلة
تحميل المزيد في أبرز المواضيع
التعليقات مغلقة.

شاهد أيضاً

تصفح ممتع للعدد الجديد لجريدة أسيف / أبريل 2024