الصاحب يكتب عن أفعى سيدي بوزيد بأسفي

وجهة نظر
بقلم ع. الصاحب
لا شك أن مرتادي كورنيش سيدي بوزيد بأسفي، سواء منهم سكان المدينة أو زائروها، قد استوقفهم تمثال حية الكوبرا السامة والقاتلة الذي تم نصبه على إحدى جنبات الكورنيش.
وقد رأت مجموعة كبيرة من رواد الفضاء الأزرق من الأسفيين وغيرهم أن هذا العمل يعتبر بمتابة نشاز إذ أنه لا يتناسب مع الفضاء الجميل المطل على البحر، والذي تم إصلاحه قبل ما يقارب السنة فأصبح من الأماكن التي تستقطب العديد من سكان المدينة وزوارها ، كما أن هذا التمثال يتناقض مع الذوق السليم ويفتقد إلى أدنى مقومات الجمال التي من المفترض أن يتميز بها أي إنجاز فني، وأن هذه الأفعى التي تكشر عن أنيابها الحادة وهي في وضعية الإستعداد للهجوم على فريسة محتملة ولضخ السم فيها تثير الإشمئزاز والنفور والخوف!
وغير خاف أن الثعبان، بشكل عام، يرمز في ثقافتنا الشعبية إلى الغذر ونكران الجميل أو المعروف، كما ورد في حكاية كان يرويها الأجداد وترويها الجدات للحفدة في الماضي. وهي تذكر بالحكاية التي تحمل عنوان “Le villageois et le serpent” التي يضمها كتاب “Les fables” (الخرافات) للكاتب الفرنسي Jean de La Fontaine. وهي تتطرق إلى نفس المضوع وتحمل نفس المغزى…
على أية حال، فكيفما كانت نوايا صاحب الفكرة ومن ساعده أو شجعه على إنجاز هذا التمثال فإن عمله هذا قد أفسد طبيعة الفضاء الذي تم تثبيته فيه ولا يشكل أية قيمة مضافة لمدينة أسفي العريقة التي تسعى للنهوض من سباتها وللظهور بالمنظر والجوهر الذين يليقان بها من أجل استعادة مكانتها كحاضرة للمحيط.
فهل سيتحرك من له غيرة على المدينة وأصحاب الذوق السليم للمطالبة بهدم هذا التمثال؟
Purement et simplement ?