صياح ديك الجار لم يكن مزعجا هذه المرة ،لم تلعنه نبراتك المقرفة كالعادة .. غيابك عن البيت جعل للصياح وقعا في نفسي حين امتزج بصوت المآذن التي تصدح بتهليل وتكبير يجبرني برفق على الاستيقاظ .. ويغريني بأن أعيش لحظة الفجر وبداية ظهور الجرم السماوي على الأفق.. دون أن أجد نفسي مقيدة بين أحضانك على فراش العبودية .. لأول مرة تتملكني رغبة بل جرأة عظيمة بأن أفتح نافذة الغرفة الموصودة بالأغلال منذ سنين … فتحتها لأتبين الخيط الأبيض من الأسود فوجدت بأن نفسي تستحق فرصة إشراقة جديدة تنفض غبار الأمس المعتم .. احساس جميل يخامرني وأنا انتشي نسيم الفجر الذي يطهرني من انفاسك المسمومة .. آه لكم هو رائع حقا أن استرسل وقود يومي وأتوق لبدء يوم ولادة .. تأملي لمنظر الشروق جعلني أدرك بأن التأمل عبادة .. وبأن للاسم سلطة على الإنسان … لم أكن أعلم قبل اليوم أن لي نصيب من اسمي” إشراق” .. كأن القدر كان يخبئ لي سلطة هذا الاسم لهذا اليوم .. سرت بخطى تابثة نحو الحمام لأتطهر من آثارك على جسدي كي أصلي في محراب الحرية التي افتقدتها في حضرتك .. هنا في هذه الغرفة (السجن) سأشيع جثمانك وأرسلك إلى مثواك الأخير سأودعك بنفس الابتسامة التي استفزت مشاعرك عند أول لقاء .. ابتسامة اشراق جديدة تبلغ من النضج العاطفي ما لم تبلغه من قبل … سأختار فستاني البنفسجي ثوبا لحدادك .. وبعد اتمام المراسيم سأجمع حقائب حبك الأسطوري .. وأرحل عن عالمك المدنس بالخطايا الذي نضجت بمحاذاته واستويت على نار حربه .. سيكون جواز سفري هذه المرة رسالة بلا ظرف خلفتها وراءك معترفا فيها ومقرا بأنك مجرد روائي صادق مع قرائه .. لا يستطيع الابداع ان لم يعش اطوار قصة واقعية يترجمها قلمه .. كنت تبحث عن بطلة فريدة متفردة تعالج بها هفوات في إبداعاتك السابقة .. ليضعني القدر في طريقك .. امرأة استثنائية خارج عن قانون الأنوثة .. تحاول ان تصالح بين الأضداد بداخلها .. تشبه مدن الأندلس .. مجنونة .. ساحرة .. متوترة .. مستفزة .. متمردة .. خاضعة .. تحب الحياة والشعر والرقص الغجري .. نظراتي .. ابتسامتي .. همسات صمتي .. براءتي الساذجة الطفولية .. كلها اشياء جعلتني مصدر إلهام لمخيلتك العقيمة .. وجدت بأنني القادرة الوحيدة على حل عقدة السرد في آخر رواياتك حتى نقطة النهاية..
آه كم كان يلزمني من دهاء نون النسوة لأفهم أنني في حياتك امرأة من ورق ؟؟ كيف أغفل ذكائي أن الكاتب يحرق شخصيات واقعه بعدما يخلدها على صفحات بيضاء .. وتترسخ في ذاكرة من يصنعون له اسما وكيانا .. وهم يحتسون فناجين قهوة برشفات متقطعة .. ويحرقون سجائرهم على مهل وهم يقلبون صفحات قصة خرافية امتزج فيها الأمل بالألم .. قصة جمعت مسوداتها المبعثرة ورحلت عن واقعي .. بعدما أوشكت أن أكون حبيبتك التي اثقلتها بهداياك .. التي كان أولها كتاب “قواعد العشق الأربعون” .. وآخرها “رسالة بلا ظرف ”
بقلم: كريمة اليازيدي
-
أولمبيك آسفي يبلغ دور المجموعات في كأس الكونفدرالية الإفريقية
تأهل فريق أولمبيك آسفي إلى دور المجموعات من مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، … -
كأس الكونفدرالية الإفريقية : الوداد يبلغ دور المجموعات عقب تجديد فوزه على أشانتي كوتوكو (5-1)
بلغ الوداد الرياضي دور المجموعات لكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، عقب تجديد فوزه ع…
تحميل مواضيع أخرى ذات صلة
-
الصحافيون يحتجون أمام البرلمان للمطالبة بتنظيم ذاتي مستقل للمهنة
نظّمت الهيئات النقابية والمهنية العاملة في قطاع الصحافة والنشر، صباح اليوم الأربعاء، وقفة … -
الفيدرالية المغربية لناشري الصحف تنتقد استمرار اللجنة المؤقتة وتدبير الحكومة للقطاع
عقد المكتب التنفيذي للفيدرالية المغربية لناشري الصحف، يوم الجمعة 17 أكتوبر 2025، اجتماعه ا… -
وقفة احتجاجية أمام البرلمان دفاعاً عن استقلالية التنظيم الذاتي للصحافة
أعلنت الهيئات النقابية والمهنية العاملة بقطاع الصحافة والنشر عن تنظيم وقفة احتجاجية مركزية…
تحميل المزيد في إلى من يهمه الأمر
التعليقات مغلقة.
شاهد أيضاً
أولمبيك آسفي يبلغ دور المجموعات في كأس الكونفدرالية الإفريقية
تأهل فريق أولمبيك آسفي إلى دور المجموعات من مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، …
