حسن أتــــلاغ
يبدو أن مسؤولي مؤسسة العمران بأسفي لم يستوعبوا الدرس، بعد بإعفاء مصطفى القاسمي المدير العام لمجموعة اليعمران بجهة مراكش أسفي، فالمشاكل والتجاوزات واختلالات العمران بأسفي بالجملة ، ومسيروها في عجز تام عن إيجاد الحلول المناسبة والناجعة، سالكين سياسة وضع القطن في الآذان وليأتي بعد ذلك الطوفان.
حول مشروع دشنه الملك
وبالمثال يتضح المقال، فلقد بحت حناجر المالكين بتجزئة الحي المحمدي السكنية لشركة العمران الشطرين الثاني والثالث، وهم في اعتصامات ووقفات متتالية أمام العمران وعمالة الإقليم، من أجل ملفهم الذي يتعرض للمماطلة والتسويف منذ سنة 2014 .
المشروع أعطى انطلاقته جلالة الملك محمد السادس ، إبان آخر زيارة لجلالته لإقليم آسفي..وفضلت إدارة العمران بأسفي سلك سبيل التماطل و التسويف وغض الطرف، غير آبهة عما ترتب على ذلك من أضرار مادية و نفسية واجتماعية مست المستفيدين.
ولعل هذا الأمر كاف لاتخاذ الإجراءات التأديبية في حق المسؤولين عن قرار حرمان مواطنين من حقهم المشروع، أسوة بزميلهم المدير العام للمجموعة بالجهة.. بسب تعثر العديد من المشاريع على مستوى الجهة خصوصا البرنامجين التنمويين الملكيين “مراكش.. الحاضرة المتجددة ” الذي تم التوقيع عليهما أمام الملك محمد السادس بتاريخ 6 يناير من 2014، وكذا المشروع الملكي لتأهيل المدينة العتيقة بمراكش، الذي كان أطلقه الملك محمد السادس في أكتوبر من 2018 .
وهل يملك عامل الإقليم الحسين شاينان الجرأة وهو عليم خبير بما يجري داخل بيت مؤسسة العمران، ويراسل المسؤولين ضمنهم بدر الكانوني، المدير العام لمجموعة شركة العمران، كما فعل زميله عامل الرحامنة ؟
وولجت قضية ضحايا تجزئة الحي المحمدي السكنية لشركة العمران الشطرين الثاني والثالث إلى البرلمان، بواسطة سؤال للبرلماني عادل السباعي، توصلت به نزهة بوشارب وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، حول موضوع ” تأخر شركة العمران في تسليم تجزئة سكنية للمستفيدين بإقليم آسفي “، ولم النائب الحركي يتلق جوابا من الوزيرة.
وقال البرلماني السباعي ” إن عددا من الأسر بآسفي، تعاني من تأخر تسليم تجزئة الحي المحمدي السكنية التابعة لشركة العمران بآسفي، لاسيما الشطر التاني والثالث، والتي كان من المفروض تسليمها سنة 2017، وأضاف أن عدد الأسر المستفيدة يفوق 1400 أسرة، سبق لها خوض وقفات احتجاجية ضد التماطل والتسويف في تعاطي المسؤولين مع هذا الملف.
استيلاء على أراضي الغير
وهناك مثالا آخر لتجاوزات عمران أسفي، يتعلق بمجموعة من المواطنين والمواطنات اقتنوا أراض بمنطقة إجنان شمال أسفي ، فاستحوذت عليها العمران وباعتها للغير، بدعوى هيكلة الحي والقضاء على البناء العشوائي، دون الالتفات للمالكين الحقيقيين .
هؤلاء المتضررين الذين سلبت منهم أراضيهم منذ أكثر من 30 سنة، ، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ، ظل مسؤولو العمران يتلاعبون بهم كالكرة ، فقد أبرموا معهم اتفاقا يتعلق بالتعويض بحي قرية الشمس ضمن مشروع تجزئة المحيط بعدما تمت عملية الاحصاء واجراء القرعة ، ولا شيء من هذا دخل حيز التطبيق.
هذه القضية ولجت كذلك قبة البرلمان، بواسطة سؤال كتابي للمجموعة البرلمانية للعدالة والتنمية ( الثمري، عديلي، بوكمازي) موجها لوزير الإسكان، جاء فيه ” إن ما كان يسمى بـ”الوكالة الوطنية لمحاربة السكن غير اللائق” والمسماة حاليا بـ”العمران”، قامت منذ 20 سنة بالاستحواذ على أراض في ملكيتهم بهدف إعادة هيكلة حي “إجنان” الذي توجد به هذه البقع، مقابل تعويضهم، ومنحهم بقع جديدة، غير أن شيئا من ذلك لم يحصل. ومنذ ذلك الحين و السلطات الوصية بالمدينة التي كانت متدخلا رئيسيا في العملية ومعها مؤسسة “العمران” بآسفي، وهم يماطلون في تسوية هذا الملف، فمرة يقدمون وعودا، ومرة يتنكرون بشكل تام” .
وكان المتضررون قد أنجزوا تصاميم لبقعهم بأمر من العمران وبرعاية من السلطات المحلية ، وسلمت لرئيس الدائرة الحضرية الأولى ليحتفظ بها في مكتبه دون جدوى.
هؤلاء المتضررون أعضاء في ودادية التكافل بإجنان مخاطبهم لدى السلطات المحلية ، و يملكون جميعهم عقود عدلية تثبت ملكيتهم للبقع الأرضية المغتصبة ، منهم من وعد بالتعويض عن أراضيه، ومنهم من يملك وثائق موقعة من الوكالة الوطنية لمحاربة السكن سابقا ووزارة الإسكان ومسؤولي أسفي يتعهدون فيها بحل المشكل، ولدى الودادية ملفا متكاملا عن المشكل.
ولأكثر من عقدين من الزمن وأعضاء ودادية التكافل ينتظرون تسوية مشاكلهم، رغم العديد من المراسلات و الشكايات لمسؤولين في العمران والحكومة ولعمال صاحب الجلالة المتعاقبين على إقليم أسفي، علاوة على أسفار المتضررين إلى الجديدة ومراكش والرباط دون جدوى.
تهميش تجزئة ابن رشد
وسنكتفي بمثال أخير .. يتعلق بشكاية تجزئة ابن رشد التابعة لمؤسسة العمران بأسفي بسيدي بوزيد، تتعلق بالمشاكل التي يعاني منها القاطنون جراء التهميش واللامبالاة، فجل الأزقة والدروب محفرة بسبب عدم إقدام مؤسسة العمران على تتمة الأشغال ، علاوة على غياب النظافة من خلال انتشار الأزبال والقاذورات وسط النباتات والأشجار ، ما يساعد على تواجد الزواحف والعقارب السامة التي تظهر مع حلول كل صيف والارتفاع الكبير في درجة الحرارة. هذا وطالبت الساكنة من الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل لحل المشكل ،ورد الاعتبار لهاته المنطقة التي تتواجد على بعد أمتار قليلة عن منتجع سيدي بوزيد بآسفي.