خديجة البواب … وجه نسائي بارز في مجال العمل التطوعي والاجتماعي بمدينة آسفي

3,045

آسفي –    MAP

تعد خديجة البواب من الوجوه النسائية المتميزة بمدينة آسفي التي اختارت منذ سنوات الستينيات من القرن الماضي ، الانخراط في العمل الاجتماعي لتساهم وعلى طريقتها الخاصة في دعم والمشاركة في مختلف المبادرات الاجتماعية التطوعية الرامية إلى مساعدة الآخرين والوقوف بجانبهم وخاصة النساء في وضعية هشة والمسنين والأطفال المتخلى عنهم.

في عقدها السادس ولازالت السيدة خديجة البواب مسكونة بروح العمل التطوعي الذي اقتحمته بعد التحاقها بالاتحاد النسائي المغربي سنة 1969 ، حيث كانت من المؤسسين لفرع آسفي ، فكان أول مشروع قامت به هو محاربة الأمية ، ونشر العلم والمعرفة في صفوف النساء باعتباره مشروعا وطنيا يتوخى منه المساهمة في بناء حركة نسائية متعلمة ومثقفة ، فساهمت في فتح ثلاث مدارس بآسفي (مدرسة بياضة والغياتي والتراب الصيني)، لاستقبال نساء ومتطوعات لمحاربة الأمية بالمجان.

بعد تخرجها من المدرسة التقنية الشريف الإدريسي سنوات الستينات اشتغلت السيدة خديجة في إدارة الأشغال العمومية بآسفي ، قبل أن تغادرها بعدما قضت بها خمس سنوات لتلحق بشركة التأمين والتصدير والاستيراد ، لتنتقل بعد ذلك للعمل سنة 1977 بشركة كندية كانت تشرف على بناء المركز الجهوي للتربية والتكوين بآسفي قبل أن تخصص وقتها بالكامل للعمل الجمعوي والخيري .

مفعمة بالحيوية والنشاط لازالت خديجة البواب ، التي تعتبر من الرعيل الأول للفتيات من بنات آسفي اللواتي ولجن ميدان التعليم وسنها لا تتجاوز السادسة بمدرسة الهداية الإسلامية الحرة بالمدينة العتيقة التي كان معلموها من رواد الحركة الوطنية ، مصرة على مواصلة البذل والعطاء دون كلل أو ملل من أجل مساعدة الفئات الهشة والمعوزة على تجاوز الصعاب والاندماج في المجتمع ، متشبعة بقناعة قوية وراسخة بضرورة اضطلاع المرأة كيفما كان موقعها داخل المجتمع بدور فاعل في بناء مجتمع متماسك وقوي تسوده قيم التضامن والتآزر بين كافة مكوناته تحقيقا للعدالة الاجتماعية.
لم تستسلم يوما لليأس والوحدة القاتلة ، كما جاء في حديثها لوكالة المغرب العربي للأنباء ، بعدما فرق الموت بينها وبين زوجها وكبر أبناؤها الخمسة من الذكور والإناث واختار كل واحد منهم طريقه بين من قرر البقاء بحاضرة المحيط ومن رحل إلى الديار الكندية بحثا عن آفاق جديدة .
وتقول السيدة خديجة البواب إن اختيارها للعمل الاجتماعي لم يكن من باب الترف أو لتمضية وقت الفراغ ،وإنما أملاه احساسها بواجب التضحية في سبيل إسعاد فئات هشة داخل المجتمع.
وتشتغل خديجة البواب ، التي تعد منارة مضيئة في أعين مرافقيها ، بعدة مؤسسات اجتماعية ضمنها دار الأطفال ودار العجزة والمسنين ، وجمعية بسمة للأطفال المتخلى عنهم المتواجد مقرها بمستشفى محمد الخامس والمشيد بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حيث تستقبل ما بين 20 و 30 طفلا من الذكور والإناث في السنة جلهم يتم العثور عليهم في أماكن خلاء وفي الشوارع .

تغمرها سعادة كبيرة حينما ترى البسمة مرسومة على محيى نزلاء دار العجزة والمسنين ، أو حين تطرق بعض الأسر باب جمعية بسمة للأطفال المتخلى عنهم طلبا في تبني أحد الأطفال المتخلى عنهم ممن تتكلف الجمعية بالسهر على تربيتهم ورعايتهم ، على حد قولها.

ورغم ما قد يعترضها من اكراهات وتحديات في سعيها اليومي للقيام بهذه المهمة النبيلة والتقدم في السن ، تصر السيدة خديجة البواب على مواصلة التضحية والعطاء بكل ما أتيت من قوة وكلها أمل في أن تسود روح التطوع والعمل الاجتماعي في صفوف الأجيال الصاعدة لتحمل المشعل.

تحميل مواضيع أخرى ذات صلة
تحميل المزيد في ثقافة وفن
التعليقات مغلقة.

شاهد أيضاً

شكاية حول مشاكل داخل عمارة نظارة الأحباس بأسفي

وضع مواطنون بعمارة أ وب بشارع مولاي يوسف تابعة لنظارة الأحباس بأسفي شكاية بواسطة مفوض قضائ…