المغرب والمغاربة يحبون أرض الكنانة وشعب الكنانة حبا صادقا

2,111

عبر التاريخ ورغم تأرجح المواقف السياسية المصرية إزاء القضايا المصيرية للمغرب بين المناصرة والمناهضة ، فإن المغاربة أحبوا مصر حبا صادقا دون رياء ، وهذا من شيمهم ، يحبون بصدق ويكرهون بصدق . عندما حصل المغرب على استقلاله سنة 1956 تعرضت مصر في نفس السنة للعدوان الثلاثي ( فرنسا – بريطانيا -اسرائيل ) على إثر تأميم قناة السويس ، وكان عيد العرش بالمغرب سنة 1957، في هذه الذكرى كانت صور جمال عبد الناصر في كل الحفلات بجانب صور الملك المحبوب محمد الخامس ، كانت صور الزعيم المصري تباع في كل مكان حتى في اسواق البادية ، تعبيرا عن تضامن المغاربة وحبهم لمصر . واستقلت الجزائر سنة 1962 ، وفي السنة الموالية نشبت بين الشقيقين الجارين المغرب والجزائر حرب الرمال فتسرعت القيادة المصرية ومالت الى الجانب الجزائري . كان هذا التحيز المكشوف سببا في قطع العلاقة السياسية والثقافية بين المغرب ومصر ، وبعد بضع سنوات عادت الحياة من جديد لهذه العلاقة من خلال موقف المغرب والمغاربة المتضامن مع مصر ازاء نكسة يونيو 1967 ، وعرفت الروابط توطيدا متينا في عهد الرئيس السادات . من خلال هذا الجرد الزمني الوجيز للعلاقة المغربية المصرية ، فإن المغرب لم يكن بادئا بظلم أو اعتداء أو تجاوز ، كان فقط مدافعا عن كيانه بشتى السبل ، وجانحا للسلم والتوافق . واليوم لم تعد السياسة هي الوحيدة التي تفرق ببن الأمم والشعوب ، بل أصبحت قضية أخرى أكثر تخصصا في صنع الأحقاد وتأجيج شرارتها . إنها ” كرة القدم” والتي إن أردنا استعراض ما سببته من تفرقة وتشتيت لشمل العلاقات الدولية ، وما سببته كذلك من ضحايا أبرياء ماتوا غدرا بالمدرجات ، فسوف نملأ صفحات وصفحات ، مع العلم أن هناك ما يسمى بالروح الرياضية التي تفرض على الآخر احترام الخصم وقبول النتيجة .

 إن المغرب والمغاربة يحبون أرض الكنانة وشعب الكنانة حبا صادقا ، هذا الحب أكبر بكثير من نتيجة مباراة في كرة القدم ، لأن هذه الأخيرة سيمر وقتها القانوني العادي أو الاضافي وستدخل طي النسيان ،أما الحب فجذوره متأصلة ولن تؤثر عليها العواصف والأنواء مهما كانت قوة هبوبها /

إدريس بوطور

تحميل مواضيع أخرى ذات صلة
تحميل المزيد في صوت الفايسبوكيين
التعليقات مغلقة.

شاهد أيضاً

ميناء آسفي.. انخفاض الكميات المفرغة من منتوجات الصيد البحري ب2 في المائة

 سجلت الكميات المفرغة من منتوجات الصيد الساحلي والتقليدي على مستوى ميناء آسفي انخفاضا بنسب…